اللاوعي عالمٌ يزخرُ بالحياة، تلك التي لا قواعدَ لها ولا شكلَ محدداً مسبقاً؛ إنها حياةٌ تشبهُ الموجَ المتلاطم، تجري فيها قصصٌ لا يعرفها إلا أصحابُها، ونادراً ما تخرج إلى الورق. إن خوضَ غمار هذا البحر أمرٌ في غاية التعقيد، ولكنه في غاية المتعة، وكلما ازادت معرفتك ازادت ظلمته، لأن الأفكارَ تُلقي بشوائب..
يعتقد الطفل أن الحكايات تروي ذاتها، وأنها لا تكون في حاجة، كي تصل إليه، إلا لصوت الراوي أو للورقة المطبوعة. الحكاية أشبه بالأخرى مثل الماء بالماء، فمهما كان النبع الذي يسيل منه فإنه السائل ذاته. وقد يحدث أن يسأل الطفل عن منبع الماء، لكنه لا يتساءل أبدا عن مصدر الحكاية و أصلها. وفيها بعد، عندما يدرك ..
يدفعنا التاريخ إلى تساؤلات حول مجرياته نجيب عنهاً أحياناّ ومرات عديدة يبقى الالتباس سجين النفوس والصدفة، حتى تأتي الصحوة لتصيب ضمائرنا من خلال أحد تلك الإبداعات الصادقة التي تنعش الذاكرة، كهذه الرسالة التي وجهها فرناندو أرّابال عام 1971 إلى الجنرال فرانسيسكو فرانكو (رئيس إسبانيا 1939- 1975) ليناوشه ..
من العنوان "رعشات تحت لحاف بارد" يدرك القارئ انعدام الإحساس بالدفء الذي ينسحب على معظم الشخصيات، وهو إحساس ناجم عن فقدان القدرة على التمتع بالحياة بشكل طبيعي والتردي في مهاوي اليأس والقلق ما يجعل القص الروائي يقترب من أدب الاعترافات الذاتية الجريئة والمهذبة في آن والتي تعرض جوانبًا من حيوات أشخاص تم..
امتدت فترة كتابة هذه القصص لسنوات طويلة امتدت من عام 1987 بقصة "الرائحة"، إلى عام 2013 بقصة "الله يطول بعمره". وكتبت جميعها تحت وطأة استبداد ثقيل جعل تفكيرنا شبه مشلول وجعلنا جلادين ومراقبين مجانيين على أنفسنا، ومن "الطبيعي" أن يتم الاعتذار عن نشر معظمها كما حصل مع قصة "الرائحة" التي اعتذرت عن نشرها..
كان كافكا ينظر إلى الكتابة التي اتخذها خلاصاً له، كشأن شخصي لا يهم أحدًا... وما أن يدوّن ما ينتابه من مشاعر على الورق، حتى يشعر بحاجة إلى تدمير ما كتبَ... فلم تمر في خاطره فكرةُ نشرِ ما يكتُب، لولا صديقه الحميم ماكس برود الذي الحّ عليه أن ينشر هذه القطع النثرية الصغيرة. كان برود أيضا وراء موافقة كاف..
يعمل الأخَوان: حلمي، وضياء في ورشةٍ لتصليح السيّارات، في حين تعمل والدتهما راقصةً في ملهى ليلي.
في كلّ يوم، عند خروجها اليوميّ إلى عملها، يتنكّر أحد الأخَوَيْن بثيابها ليقلّدها، ويمارس على الآخر التسلّط ذاته الذي تعاملهما به.
في نصٍّ مسرحيٍّ ينطلق من مسرحيّة "الخادمات" للكاتب الفرنسيّ جان جينيه، و..
الخيال خيال، ويُهدر إن لم تطلق له العنان. لهذا انتظرت تلك الزيارة تدربت على وضعيات مثقفة، أكثرت من ارتداء بلوفرات برقبة وبناطيل مخملية، وضعت كومة من الأوراق المطبوعة فوق طاولتي، ألقيت عدة أوراق كيفما اتفق، دسست ورقة نصفها مطبوع في الآلة الطابعة "مع الفصل75" واضحا أعلاه، وبشكل ما أضفيت بعض الفوضى على..
كانت القرية، دائماً، رمز البساطة في نظام حياتها وفي التركيبة النفسية للقرويين، الذين نادراً ما يعانون مما يسمى "فوبيا" أو "مانيا"، ويتقبلون كل ما يجري معهم كأمر طبيعي مهما كان قاسياً. كان هذا في تلك الحقب الزمنية التي كان فيها الزرع يطعم من يعمل بالأرض، ويوفر له فائضاً للبيع يؤمِّن له جزءاً مهمَّاً ..
نحن جيل الحرب، وآباؤنا جيل الهزيمة، وبينهما كبرت الأرواح، وتشابَه عليها مفهوما الحرب والحبّ.
أشياء أكبر من أن تُحكى، لكنّني أؤمن بأن الحكاية وحدها قادرة على خلق وطنٍ صغير نحمله في جيبنا، ونحدّث عنه أطفالَنا الذين ولدوا خارج الوطن، وحملوا وَسْمَه في وجوههم وألسنتهم وهوياتهم من دون أن يروا حجراً فيه،..
تتناول القصة حياة أربعة من المسنين، والذين لأسباب مختلفة انتهى بهم المطاف في مأوى للفقراء قرب مدينة جير برساو الألمانية الصغيرة، مسقط رأس الكاتب. لتبدو معها الرواية كنسيج بستشف به هسه مدارج صباه، وملكة روحه، ومآلات شيخوخته في عالمه المتداعي، حتى بدت وكأنها أولى الرسوم على جدران السجن النفسي...
عندما نزل جاك من القطار حاملاً شهادته من معهد إعداد المدرسين، صعد والده إلى القطار نفسه، واختفى.مسكوناً بهجران والده له، يمضي يومه مدرِّساً في قريته الصغيرة صباحاً، ونديماً لطحَّان القرية في الأمسيات، محاولاً أن يعرف منه سرَّ اختفاء أبيه.يشجِّعه الطحَّان على مشاركته في مغامرة تخرجه من عالمه الصغير إ..
«في رواية عدوّي الحميم... كلّ فصل موجَز يشكّل بوحًا عن شيء جديد وغير متوقّع. إنّه كتاب هادئ وعنيف. ما من كلمة مهدورة أو زائدة. ... تُدرك الكاتبة الحكاية التي تحكيها كليًا، من بدايتها إلى نهايتها» أ. س. بيات، روائيّة وناقدة إنگليزيّة..
توتشتلي يهوى القبّعات، القواميس، محاربي الساموراي، المقاصل والفرنسيين، لكنه مجرد طفل وكل ما يودّه الآن هو فرس نهر ليبيري قزم كحيوان جديد في حديقة حيوانه الخاصة. أما أبوه يولكاوت -وهو تاجر مخدّرات في أوج قوّته- فمستعدّ لتلبية كل نزاوته. ليس مهمًّا أن يتعلّق الأمر بحيوان نادر يواجه خطر الانقراض لأن يو..
أشكرُ صداقتك يا قمر .. كنتَ الليلةَ خيرَ صديق .. زهوتُ بك ..! لا أُخفيك ، عندما كنتُ على المنصَّة ، شيءٌ ما بداخلي كانَ يتغيَّر، الجمهورُ يراقبني ويتابعني بِصمته وأنا أتغيَّر ، خطواتي ذابتْ مع أشعَّتِك وظلالك !! وسلحفاةٌ تنافسُ أرنباً لأنها وقعت في حبِّه ، و وجهك يضحك لي ! .. لم لا نحلمُ يا قمري ! ل..
نوفيلا للكاتب الإسباني الكبير كاميلو خوسيه ثيلا لا تتعدى 80 صفحة كتبها عام 1953 حكايات ونقاشات مجموعة من الفنانين في مقهى صغير في مدريد مابعد الحرب العالمية الثانية..
تم إصدار الدليل بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات- ثقافة مستقلة. يحوي الدليل مجموعة من المناهج التي تساعد الباحث الراغب في استكشاف المناهج الملائمة لعمله كما تساعده على التعرف إليها، وتزود الباحثين الشباب من ذوي الخلفيات الأكاديمية المتعددة بالمعارف الضرورية للبحث الثقافي ومهاراته وآلياته. يقع الدليل في أرب..
"الخط الأحمر للسيارات؟ يعني مثل الإشارة الحمراء؟" سأل مازن."هناك خطوط حمر أخرى... أهم"، ردت ماما،"الوطن خط أحمر...البيت والعائلة خط أحمر...جسمك أيضاً خط أحمر..."..
هل ساكون نفس المراة عندما أعود ؟
فور أن خرجت ، سمعت صوت ضحك . كان الصوت معدنياً مدوياً ، لم يبد لها فى النهاية أنه صوت ضحك ، صوت صفير أو حفيف لم يكن مصدره إنسان ، لكن زمنه الطويل الغير طبيعى أعطاها الوقت لتفهم أن ثمة شخص يضحك ، رغم كل ذلك وبينما كان الصوت يستمر بنفس الرنين والتوقيت دون أن ينقص كان ..
أراد الناس الهروب من الخواء فعمَّروا المدن الكبيرة وصاروا مسنناتٍ ومطارق وحقائب وقبَّعات. ... أراد أهل المدن أن يعودوا إلى الطبيعة عندما تكسَّرت عظامهم فملأوا شرفاتهم بالورود والعرائش وربَّوا قططاً وكلاباً في البيوت. ... جعلوا المدن حصينة ومسوَّرة يحوطها الجنود وتحرسها الطائرات. ... حين تنشب الحروب ..
بين طيات هذا الكتاب سلسلة خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة "حسينية الإرشاد" بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب سمي النباهة الاستحمار.ـوفي هذا الكتاب يقول الدكتور علي شريعتي: إنه لمن سوء الحظ أن لا ندرك ما يراد بنا..